لماذا حرم الإسلام الإنتحار بينما المنتحر لم يعوذ غيره حين انتحر وإنما آذى نفسه وتخلص من حياته هو ولم يعتد على حياة غيره ؟
إن الله تعالى هو الذى وهب الحياة فيجب أن ندع سلب الحياة إلى من وهبا ولذلك فإن ذنب قتل الغير يتساوى مع ذنب قتل النفس لأنه تعدى حق ليس لك فان فعلت أنت ذلك حتى ولو بنفسك تكون قد أخذت حقآ ليس لك ولذلك قال الله تعالى : ( بادرنى عبدى بنفسه فتحرم عليه جنتى ) .
لأن هذا الإنسان أخذ الحياة التى وهبها الله تعالى ثم سلب هو هذه الحياة بنفسه وهذا ليس من حقه .
وسبب آخر وهو أن الذى ينتحر لا يفعل ذلك إلا لوجود أسباب ضاق عن إحتمالبها وفى هذا نقص فى الإيمان .
ويجب ان نتعلم ان الإنسان متعرض فى هذا الكون الكبير للمتغيرات والكون كله متغير فلا بد أن يرتبط الإنسان المؤمن بربه فإن تعرض لأحداث مكدرة أو ظروف قاسية فإنه يرجع إلى ربه فيكون له أنسآ وقوة وملاذآ ، فيقوى على مجابهته الأحداث والظروف التى يمر بها وقولة تعالى : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) لأننا نجد القلوب مضطربه قلقة بغير ذكر الله ولكن عندما يذكر الإنسان أن له ربآ فإن قلبه يطمئن إلى أنه لا يواجه الأحداث وحده ولا يواجهها بقوته ولكنه يواجه الحياة وأحداثها بقوة ربه ومدده فيطمئن قلبه ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجبآ لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرآ له وإن أصابته ضراء فكان خيرآ له . )
اللهم ارزقنا حسن الخاتمه