أطفالنا والشهر الفضيل

بسم الله الرحمن الرحيم


{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }


شهر رمضان المبارك فرصة لزرع القيم التربوية في أطفالنا مثل الإخلاص والصبر والتقوى والتعود على الطاعة وضبط النفس والصلاح واستشعار النعمة وترتيب الاولويات واتباع الأوامر وغيرها من اعمال البر واجتناب النواهي وتبيين خطورة المعصية والكبائر .........فالقيم التربوية في الشهر الفضيل كثيرة جداً .


فضلا عن انه فرصة للتغيير منضعف الايمان الى قوة الايمان ومن السلبية الى الايجابية ومن الفتور الى الهمة كما انه شهر العمل والنشاط والهمة لا الكسل والنوم فشهر رمضان من اعظم الفرص لتحصيل الخير وتربية النفس .


كما يجب ان يتعود المسلم على برمجة ذاته ليكون هذا المنهج ذخراً لما بعد رمضان فيصبح طريقة حياة وليس صفة لشهر في السنة .


هناك العديد من العبادات التي يستحب ان تنظم في جدول ليسهل القيام بها وتذكرها

( مثل ان يشترك الاطفال معنا في الاستيقاظ قبل الفجر لتناول شئ خفيف ويعطي في نفس الوقت طاقة للصيام خاصة وان شهر رمضان سيأتي في وقت الصيف والحر الشديد هذه السنة مثل ان يكون بضع تمرات فقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على سحور التمر فقال: (نعم سحور المؤمن التمر)، وقال صلى الله عليه وسلم: (السحور كله بركة فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين)، والسنة تأخير السحور؛ لأنه فِعل النبي صلى الله عليه وسلم او كوب من اللبن او الزبادي او طبق سلطة او فواكه ....وهي فرصة لتعليم اطفالنا أهمية السحور وبركته ومن ثم لا بأس لو جلسنا معهم نستغفر او نقوم لللصلاة ولو ركعتين قبل اذان الفجر قال تعالى (ان المتقين فى جنات وعيون اّخذين ما اّتاهم ربهم انهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون) وذلك قبل توجه الاطفال مع ولي امرهم للمسجد .


)الحرص على اداء رب الاسرة مع اطفاله الصلوات في المسجد مع الجماعة وحضور حلقة العلم بعد صلاة العصر وسؤال الاطفال عن الدروس التي تعلموها من درس اليوم وكتابة ما استخلصوه منها مثلا


) الحرص على زيارة الاهل والاقارب


) الحرص على النوم المبكر حتى لو تأخر قليلا عن باقي ايام السنة


) الحرص على مشاركة الكبار الاعمال التطوعية والخيرية ومساعدة المسكين والمحتاج والتأكد من اطعامهم ووصول ما يحتاجونه


) تعلم عدم الاسراف وشكر النعمة


ولا ننسى قبل ذلك ان نعلم اطفالنا بشرح مبسط أهمية ركن فرض الصيام ومتابعتهم من الناحية التطبيقية العملية مع تحفيظ الاصغر في الاعمار بعض آيات القرآن الكريم مع شرح الاجر من قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك وترغيبهم وتدريبهم على الصيام ولو بعض اليوم حتى لوكان ساعات وياحبذا لو عرضنا لهم بعض الفيديوهات التي تشرح بعض الاعمال الرمضانية لوتوفر ذلك من خلال البحث عن البرامج التي تتحدث عن ذلك بشكل مبسط مناسب لهم ولو تعذر ذلك فالافضل هو استغلال فترة النهار في مركز دعوي بدل ان نخرجهم للشارع ليلعبوا لكي يتسنى للام الاعداد للافطار بكل راحة وهدوء فهذا خطأ .


) اسماعهم بعض الاشرطة الايمانية المناسبة لاعمارهم والان توفرت القنوات الايمانية الهادفة للاطفال والتي يقوم بها بعض الاطفال وبالطبع قبل ذلك لابد وان يكون الاهل قدوة عملية للاطفال بأن يجتهدوا في ذلك لا ان يروا الاب في حالة عصبية والام تتحدث في الهاتف لساعات او تقضي الساعات في المطبخ حتى عند اقتراب صلاة العشاء والتراويح تكون منهكة القوى وغير قادرة على الوقوف من شدة التعب طوال النهار في اعداد الاطعمة المختلفة .

استغلال حب الاطفال المتعلقين بألعاب الفيديو والنت بعرض الالعاب الايمانية المفيدة لاشغال وقتهم وتبيان اجر ذلك في هذا الشهر مثل الاشرطة التي تعرض قصص الصحابة والفاتحين على شكل كرتون وغيرها من القصص الهادفة وتحذيرهم من اضاعة الوقت الثمين في غير فائدة في هذا الشهر وهي فرصة لتعويدهم والقضاء على تعلقهم بتلك الالعاب فثلاثين يوماً كفيلة بتقليل تعلقهم في الالعاب العنيفة والمضرة وربما نسيانها وذلك بترهيبهم ان هذا لا يجوز في الشهر الفضيل .

) لا ننسى قاعدة العقاب والثواب فكلما اجتاز الطفل مرحلة او طبق الجدول بنجاح يتم مكافئته بشكل يناسب عمره وهوايته فلو كان يحب شئ ما واعطيناه مال لكي يشتريه نقول له اخرج من مالك واعطي منه محتاج في الطريق لكي يتعلم ان يشارك غيره ما انعم الله عليه ويستشعر النعمة التي وهبها الله له مكافئة على حسن صنيعه وكل مرة نجزي له العطاء ليتعلم ان المال لا ينقص من صدقة ابداً كما اخبرنا رسولناالكريم

جاء في الحديث "رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل" اي ليسوا مكلفين ولكن لابد وان يأخذ الأولاد من الصغر بهذه العبادات والطاعات ليمارسوها ويتدربوا عليها جاء في الحديث { مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع } والصيام ايضاً عبادة وفريضة كالصلاة ويجب ان يدرب عليها الاطفال وليس من الضروري لسبع لأن الصيام أشق من الصلاة بالنسبة للاطفال فيرجع الامر الى طاقة الطفل ومدى تحمله فيبدأ بالتدريج من ساعة لساعات حتى يوم وايام الى اسبوع فأسابيع وهكذا سنة بعد سنة فإذا جاء وقت البلوغ وهو وقت التكلفة كان قد زاول ومارس عملية الصيام فلا تشق عليه . فهذه هي التربية الاسلامية ان يؤخذ الطفل من صغره ومنذ نعومة اظفاره بآداب الاسلام وفرائضه حتى يتعود عليها .